كتب: فهد المونس
تحت رعاية سعادة رئيس جامعة الملك سعود المكلف، استضافته كلية التمريض الاجتماع الثامن والعشرون للجنة عمداء كليات التمريض بالجامعات السعودية بحضور عمداء كليات التمريض من مختلف الجامعات السعودية ومن الهيئة السعودية للتخصصات الصحية وعدد من الخبراء والمختصين في المجال الأكاديمي الصحي. كان الاجتماع حافلاً بالمناقشات والرؤى التي تهدف إلى تطوير التعليم الصحي والارتقاء بجودة التعليم في كليات التمريض لتلبية احتياجات سوق العمل المتزايدة، في ضوء رؤية المملكة 2030.
استعراض اللائحة التنظيمية وأهمية التحديثات التنظيمية
افتتح رئيس اللجنة الاجتماع د. حمود بن عوض الحربي بالترحيب بالمشاركين، ثم استعرضت اللجنة اللائحة التنظيمية الخاصة بعملها والتي تهدف إلى تعزيز التعاون بين كليات التمريض وتوحيد الجهود الأكاديمية لضمان تطبيق أعلى معايير الجودة. تناول العرض التحديثات الأخيرة التي شملت تنظيم الأنشطة البحثية، وتوسيع مجالات التدريب العملي، وربط المناهج التعليمية بالتطورات العالمية في قطاع الرعاية الصحية. هدفت المناقشات حول اللائحة التنظيمية إلى تحقيق أكبر توافق في الرؤى بين الجامعات السعودية لتوحيد النهج الأكاديمي في كليات التمريض.
ملخص التحليل الرباعي: رؤية واضحة للتطوير
خصصت اللجنة جزءاً من الاجتماع لعرض “ملخص التحليل الرباعي” الذي اشتمل على نقاط القوة ونقاط الضعف الحالية في برامج التمريض، إضافة إلى الفرص والتحديات التي تواجه الكليات. وأكد الأعضاء على أهمية الاستفادة من نقاط القوة الحالية مثل الجودة الأكاديمية والمستوى المتقدم من البنية التحتية، مع وضع خطط لمواجهة التحديات كارتفاع الطلب على الكوادر التمريضية المدربة وضرورة مواكبة المناهج لتطورات التكنولوجيا في القطاع الصحي.
تدشين الموقع الإلكتروني للجنة: خطوة نحو التحول الرقمي
أحد أبرز إنجازات الاجتماع كان تدشين الموقع الإلكتروني الرسمي للجنة عمداء كليات التمريض، حيث سيكون بمثابة منصة شاملة تجمع الموارد والأدلة الإرشادية التي تسهم في دعم جهود التعليم والتطوير في كليات التمريض. يوفر الموقع أدوات محدثة للكوادر الأكاديمية وطلاب التمريض، ويعزز من التواصل بين الجامعات، مما يدعم التوجه نحو التحول الرقمي في التعليم الصحي.
تكريم أعضاء اللجنة تقديراً لعطائهم
كما خصص الاجتماع فقرة لتكريم أعضاء اللجنة الحاليين على جهودهم في خدمة وتطوير القطاع الأكاديمي الصحي. وقد أبدى رئيس اللجنة تقديره لالتزامهم وعملهم الدؤوب لتحقيق الأهداف المشتركة، مؤكداً أن تكاتف الجهود هو أساس النجاح في رفع مستوى التعليم الصحي.
جلسات مقارنة مرجعية وتبادل خبرات دولية
حرصت اللجنة على استضافة متحدث دولي من أستراليا الدكتورة كيرن ستركلاند العميد التنفيذي لكلية التمريض بجامعة Edith own ورئيس مجلس عمداء التمريض والقبالة باستراليا ونيوزيلاندا لمشاركة خطتهم الاستراتيجية ولمشاركة خبراتها حول تجارب دولية ناجحة في مجال التعليم التمريضي. تضمن العرض كيفية تطبيق استراتيجيات متطورة في مناهج التمريض وأساليب التدريب العملي، وذلك بهدف تحقيق مقارنة مرجعية يستفيد منها أعضاء اللجنة لتطوير خططهم واستراتيجياتهم وفق أفضل الممارسات العالمية.
كما استضافت اللجنة الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بوكر الأمين العام للجنة عمداء كليات الطب بالجامعات السعودية وذلك للاستفادة من تجاربهم الثرية التي اثمرت عن وجود اكثر من نسخة للخطة الاستراتيجية لدى كليات الطب
الاستراتيجية والرؤية المستقبلية: ورش عمل وعصف ذهني
اختتم الاجتماع بجلسات ورش عمل مكثفة تحت عنوان “التخطيط الاستراتيجي: من التفكير إلى الإعداد”، وتضمنت جلسات عصف ذهني شارك فيها الحضور لصياغة الرؤية والرسالة الخاصة بلجنة عمداء كليات التمريض، تلاها جلسات لصياغة الأهداف الاستراتيجية التي تهدف إلى دعم مهنة التمريض في المملكة وتطوير مخرجاتها. كانت هذه الجلسات مثمرة، حيث نتج عنها العديد من الأفكار الابتكارية التي ستساهم في تحقيق استدامة الجودة التعليمية في كليات التمريض.
مناقشة المبادرات المستقبلية ووضع خطة العمل للمرحلة القادمة
استعرض الأعضاء ملخصاً لنتائج ورش العمل التي تم خلالها بناء خطة عمل متكاملة للمرحلة القادمة، والتي ستشمل تنفيذ مبادرات استراتيجية مرتبطة بتحقيق الأهداف المرجوة. تضمنت خطة العمل مجالات تطوير المناهج وتوسيع برامج التدريب العملي، وتعزيز الشراكات مع المؤسسات الصحية، بما يضمن إعداد خريجي التمريض القادرين على تلبية احتياجات القطاع الصحي المتطور في المملكة.
ختام الاجتماع: نحو تعاون أكبر ومستقبل واعد
اختتم الاجتماع بتأكيد اللجنة على ضرورة الاستمرار في عقد الاجتماعات الدورية لمتابعة تنفيذ الخطة الاستراتيجية وتقييم نتائجها. وعبر رئيس اللجنة عن تطلعه لتحقيق نقلة نوعية في التعليم التمريضي بما يعكس رؤية المملكة ويواكب التغيرات السريعة في القطاع الصحي، مؤكداً أن تعاون كليات التمريض في المملكة يمثل الأساس لتطوير قطاع صحي يساهم في تحقيق مجتمع حيوي ومستقبل صحي مستدام.